مجلة كريستال Jul 16, 2020
تعرف على تمثال محمد علي الذي أشعل ثورة بالاسكندرية
قبل 146 عامًا، وتحديدًا في مطلع يوليو من العام 1872، تصاعدت احتجاجات أهالي الإسكندرية ، بعد اعتزام الخديو إسماعيل وضع تمثال لجده في أحد ميادين المدينة، وزاد حنق المواطنين بمجرد تواتر أخبار من الميناء، بقرب وصول التمثال قادما من فرنسا؛ لوضعه بميدان القناصل -المنشية حاليا- بناء على أوامر الخديو إسماعيل ، وساهم عدد من رجال الدين في تأجيج المشاعر الغاضبة محذرين من فتنة الأهالي، والعودة لعصر الوثنية.
كثرة اللغط، وتأجيج الاحتجاجات، وتصاعد حدة الغضب بين المواطنين، أفتى على إثرها الإمام محمد عبده -الطالب بالأزهر الشريف وقتها- بعدم تحريم الأعمال الفنية، ومنها التماثيل، طالما أنها ليست محل عبادة أو تقديس، وإنما للتكريم، تنفست دولة الخديو إسماعيل الصعداء عقب فتوى الطالب الأزهري، لتهدأ بعدها ثورة أهالي المدينة، ويصبح حلم إسماعيل، في إقامة تمثال لجده محمد علي باشا الكبير مؤسس الدولة العلوية سهل التحقيق.
راودت فكرة إقامة التمثال الخديو إسماعيل عام 1865، بعد أن زار أوروبا ورأى تماثيل قادتها التاريخيين تزين الميادين هناك، فأراد إقامة تمثال يخلد ذكرى جده محمد علي باشا، وكان من المقرر وضعه في مدينة الإسماعيلية، ثم قرر وضعه بميدان محمد علي -ميدان القناصل- وسط الإسكندرية ، ووقع الاختيار على النحات الشهير "الفريد جاكمار" -أحد أشهر المثَّالين الفرنسيين في القرن التاسع عشر- لنحت التمثال، وبلغت تكلفة نحت التمثال مليوني فرانك حينها.
انتهي "جاكمار" من نحت التمثال في يوليو 1872، وتم عرضه لمدة شهر في شارع الشانزليزيه بفرنسا، وأرسل "جاكمار" صديقه المعماري "امبرواز بودري" إلى مصر؛ ليخطر الحكومة المصرية بأن التمثال تم إنجازه، وصمم "بودري" قاعدة التمثال من الرخام، وفي 19 ديسمبر 1872 كان الاحتفال الرسمي بوضعه وسط ميدان القناصل.
ربما لا يعرف الكثيرون أن الأسود الأربعة الموجودة على كوبري الخديو إسماعيل بالقاهرة -قصر النيل- كانت بالأساس مخصصة لوضعها حول تمثال محمد علي بميدان القناصل ب الإسكندرية ، قبل تغيير الخطة عقب ثورة الأهالي، ونقلها لتوضع على الكوبري الشهير بالقاهرة، حيث طلب الخديو إسماعيل من "جاكمار"، عام 1871 عمل 4 تماثيل متوسطة الحجم من البرونز، على شكل أسود؛ لوضعها حول تمثال جده محمد على باشا بالميدان؛ لتعطي له مزيدا من الفخامة والقوة.
وتراجع "إسماعيل" عن فكرته بالنسبة للأسود بعد غضب الأهالي حول التمثال، ليتم تغيير تصميم القاعدة والميدان، ووضع التمثال داخل مستطيل، حماية له من التخريب مستقبلا من جانب الأهالي.
أما الأسود الأربعة فعدل الخديو إسماعيل عن رأيه بشأنها، وأرسل إلي "جاكمار" وأبلغه بتغيير موقعها، وأنه قرر وضعها على مداخل كوبري الخديو إسماعيل (قصر النيل) بالقاهرة، فعدل الأخير أبعادها لتناسب موقعها الجديد، وجرى وضعها في موقعها على الكوبري وسط القاهرة عام 1875.
مجلة كريستال Jul 16, 2020
قبل 146 عامًا، وتحديدًا في مطلع يوليو من العام 1872، تصاعدت احتجاجات أهالي الإسكندرية ، بعد اعتزام &...
Read moreمجلة كريستال Sep 06, 2021
هل تخطط لرحلة إلى روتردام في المستقبل القريب؟ تأكد من الاطلاع على أماكن الجذب الثقافية الرئيسية في ا...
Read moreمجلة كريستال Nov 04, 2021
تقع باليرمو، عاصمة صقلية، على حافة أوروبا وفي قلب العالم القديم. يفسر المزيج الثقافي الذي يعود تاريخ...
Read more